نظام الصيام المتقطع للتخسيس السريع
إنّ الحديث عن نظام الصيام المتقطع من أجل إنقاص الوزن بالتفصيل، يبحث عنه الكثير، لأنه نظام له طبيعة خاصة وانتشر مؤخرًا بين الناس الذين يرغبون التخلص من الوزن الزائد، وكذلك الحصول على فوائد صحية عديدة، فهو ليس نظام من أجل التنحيف فقط، بل أنه نظام من أنظمة التغذية التي تعمل على تنظيم أوقات الوجبات وليس تناول أنواع محددة من الطعام.
لذلك الموضوع له عدة تفاصيل ومعلومات يجب إلقاء الضوء عليها بشكل مفصل، وهذا ما سوف تتعرفون عليه في هذا الموضوع الذي يقدمه لكم موقع مفيد، فتابعوا معنا.
ما هو نظام الصيام المتقطع
اتجه خبراء التغذية حديثًا إلى وضع العديد من الأنظمة الغذائية الصحية من أجل استفادة الجسم، وكذلك التخلص من بعض الكيلوات الزائدة، ويُعد نظام الصيام المتقطع من الوسائل التي أثبتت فاعليتها في الأهداف السابق ذكرها، وبالفعل سجل هذا النظام نجاحًا لدى مَن اتبعه، وكانت النتائج بشكل مبدئي تؤكد أن:
- تم فقدان سبعة في المائة من وزن الخصر.
- يؤدي اتباع هذا النظام الغذائي إلى فقدان ما يقرب من ثمانية في المائة من وزن الجسم الكلي، إذا تم تطبيقه بشكل صحيح.
والفكرة الأساسية التي يقوم عليها هي؛ عدم تناول الطعام بطريقتين، وهم:
- الأولى: عدم تناول أي طعام لمدة تصل إلى ستة عشر ساعة.
- الثانية: الامتناع عن الطعام لمدة يوم كامل.
يتم الأخذ بالطريقة الثانية مرتين أسبوعيًا، أما الطريقة الأولى فيتم تطبيقها باقي الأسبوع، مع الحرص الكامل على تناول كميات كثيرة من الماء خلال فترة الصيام، ومن كل ما سبق يتضح لنا أن الفكرة الرئيسية من نظام الصيام المتقطع أو كما يطلق عليه رجيم الصيام المتقطع، هي التنظيم لأوقات الطعام.
وعدم الامتناع عن تناول أي نوع طعام مهما كانت سعراته الحرارية، هذا يصاحبه بالطبع شرب الكميات الوفيرة من الماء طوال فترات الصيام، سواء الأولى أو الثانية، إذًا.. ما هي الفوائد التي يقدمها هذا النظام بالتفصيل؟ سوف نتعرف عليها في السطور التالية.
فوائد نظام الصيام المتقطع
إنّ خبراء التغذية الذين قاموا بوضع هذا النظام الصحي، أكدوا في أكثر من دورية طبية على مستوى العالم، أن هذا النظام يعطي فوائد أكثر للصحة من مجرد فقدان الوزن، لأن باتباع هذا النظام الصحي لمدة محددة سوف يكون الإنسان قد اكتسب عدة عادات صحية، سوف تؤثر عليه بالإيجاب في كل نواحي الحياة.
ومنها عدم ظهور علامات الشيخوخة، والتنظيم الصحي لقيام أعضاء الجسم بأداء وظائفها، لأن الطعام سوف يتم تناوله في مواعيد محددة، وهذا يفيد الجسم كثيرًا، هذا بالإضافة إلى إنقاص الوزن الذي يبحث عنه الكثير، فضلًا عن تقديم الوقاية الكافية للإصابة من بعض الأمراض، من أهمها مرض السكر.
لأن باتباع هذا النظام سوف يتم ضبط وتحسين مستويات الإنسولين في الدم، ممّا يجعله واقي فعّال لهذا المرض، والفوائد بالتفصيل هي:
انقاص الوزن
يعمل هذا النظام على التخلص من الوزن الزائد، من خلال الارتكاز على فكرتين أساسيتين، وهما التقليل من الكميات التي تدخل إلى الجسم من طعام خلال الساعات الطويلة بالنهار، مما ينعكس على تقليل كمية السعرات الحرارية، والفكرة الثانية هي تحفيز عملية الأيض، مما يجعل معدلات الحرق للدهون المتراكمة تزيد.
تحسين مستويات السكر في الدم
ينصح دائمًا الأطباء المتخصصين مرضى السكر، الذين يعانون من ارتفاع مستوياته في الدم، بعمل نظام صحي غذائي يتم فيه تنظيم الوجبات، لذلك الصوم المتقطع يقوم بهذا الدور لمرضى السكر، لكن ليس بحدة النظام الذي يتم منع الطعام فيه لمدة أربعة وعشرين ساعة، فهذا من الممكن أن يصيبهم بانخفاض في معدلات السكر.
عدم ظهور علامات الشيخوخة
من المؤكد أن مقولة منع ظهور علامات الشيخوخة ليست دقيقة، إلا أنها موجودة في النتائج التي يتم التوصل إليها عند تطبيق نظام الصيام المتقطع، فهناك العديد من الدراسات العلمية التي تمت تجربتها بالفعل على عينة من الأشخاص.
وأثبتت أن تطبيق هذا النظام يعمل على التجديد المستمر للخلايا الميتة في الجسم كله، وليس بشرة الوجه فقط، فيحدث تجدد كامل لخلايا الدماغ والمخ، وأي خلية تتعرض للتلف داخل الجسم.
تعزيز صحة القلب
هناك بعض الدراسات التي أكدت أن صيام الإنسان عن الطعام بشكل متقطع من الممكن أن يعمل على انخفاض معدلات الضغط العالي، ومن ثَم تحسين معدل ضربات القلب، ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وكلها عوامل تؤدي إلى إصابة القلب بأمراض.
تعزيز وظائف الدماغ
في دراسة حديثة تم إجراؤها مؤخرًا، عن الصيام المتقطع، ذكرت الدراسة أن هذا الصيام من الممكن أن يحسن من أداء ذاكرة الإنسان، على الرغم من أن الدماغ في بداية هذا النظام يصاب ببعض الاضطرابات، نتيجة تغيير نمط الغذاء.
إلا أن بعد يومين أو ثلاثة على الأكثر، تتحسن الوظائف العصبية في الدماغ، وذلك يقدم الوقاية الكافية من الإصابة بمرض الزهايمر على المدى البعيد وكذلك مرض الشلل الرعاش.
انخفاض نسبة الإصابة بالسرطانات المختلفة
إنّ الصيام بشكلٍ عام يعمل على مساعدة الإنسان على التقليل من نسبة خطر إصابته بالسرطانات المختلفة، حيث ينظم المستويات الخاصة بإصابة الإنسان بالالتهابات التي تؤدي إلى أنواع معينة من السرطان، كذلك يعمل الصيام على ارتفاع كفاءة جهاز المناعة داخل الجسم.
وهذا يجعل الصيام مدافع قوي ضد إصابة الإنسان بالأمراض المختلفة، لعل من أهمها السرطان والسكتات الدماغية وكذلك بعض الأمراض الأخرى التي قد يصاب بها الإنسان.
لكن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها البعض عند ممارسة هذا النوع من الأنظمة الغذائية، وتتمثل هذه الأخطاء فيما سوف نوضحه في السطور القادمة.
أخطاء شائعة في نظام الصيام المتقطع
أثبتت الدراسات العلمية أن هناك بعض الناس الذين يقعون في أخطاء تجعل رجيم الصيام المتقطع ليس له فائدة، بل يأتي بنتائج عكسية على الجسم كله، ومن هذه النتائج العكسية توقف حرق الدهون الموجودة في الجسم، ومن ثَم عدم فاعليته، ومن أشهر الأخطاء التي يقع فيها مَن يتبع هذا النظام، ما يلي:
- التوقف المفاجىء عن استكمال مدة النظام.
- عدم شرب كميات وفيرة من الماء.
- تناول طعام بكم قليل.
- الامتناع عن وضع الملح في الطعام.
- بداية النظام بشكل خاطئ.
- التوقف عن ممارسة التمرينات الرياضية.
- إصابة الإنسان بالقلق والتوتر في بداية النظام.
تفاصيل نظام الصيام المتقطع
إنّ هذا النظام كما ذكرنا له نوعين ومؤخرًا تم إضافة نوع ثالث لكنه لا يختلف عن النوعين كثيرًا، وسوف نستعرض معكم التفاصيل كاملة فيما يلي:
الصيام المتقطع لمدة 16 ساعة
هذا النظام يتم فيه تناول وجبتين فقط خلال ثمانية ساعات، ويسمى أيضًا بنظام 16/8، على أن تكون الوجبة الأولى بعد ستة عشر ساعة، مع الحرص على شرب ماء وفير ومشروبات ساخنة وأعشاب طبيعية وتناول أي نوع من الطعام بدون تحفظ.
وهذا النوع من الأنظمة هو الشائع في كل أنحاء العالم، وهو يشبه كثيرًا صيام شهر رمضان المبارك، إلا أنه يختلف فيما يخص شرب الماء وأي مشروبات خالية من السكر.
ومن الممكن أن يتم بدء هذا النظام من الساعة الثامنة ليلًا حتى إكمال الستة عشر ساعة من اليوم التالي، ثم بعد ذلك تناول وجبات إلى نفس الموعد، وهناك نموذج شائع من الوجبات التي من الممكن تناولها بعد الانتهاء من الصيام، وهو:
وجبة أولى
- ثلاثة بيضات.
- قطعتين من الجبنة القريش.
- نصف رغيف.
- طبق من السلطة حجم كبير.
وجبة ثانية
- لحوم بيضاء أو حمراء.
- مكرونة أو أرز.
- طبق سلطة خضراء كبير.
وجبة ثالثة
- طبق سلطة خضراء كبير.
- جبنة قريش.
- عيش.
الصيام المتقطع لمدة 24 ساعة
في هذا النظام يتم تحديد عدد السعرات الحرارية التي سوف يتناولها الإنسان بعد صيام يوم كامل، ولابد أن لا تتعدى هذه السعرات الحرارية ألفين وخمسمائة سعر حراري، وقد أوصى خبراء التغذية باتباع هذا النظام مرتين أسبوعيًا، ثم بعد ذلك تناول الطعام بشكل طبيعي.
النظام الثالث من الصيام المتقطع
هذا النوع لا يختلف عن النوع الأول، لكن يتم تحديد عدد السعرات الحرارية التي سوف يتم تناولها بعد انتهاء مدة الصيام، وغالبًا تكون عدد السعرات الحرارية به لا تتعدى الستمائة سعر حراري.
نظام الصيام المتقطع سالي فؤاد
تناول الكثير من متخصصي التغذية وكذلك خبيرة التغذية سالي فؤاد هذا النظام بالتفصيل، ولكن وضعت عليه بعض التعديلات التي كانت من وجهة نظرها لها الأثر الإيجابي لهذا النظام، وتتلخص التعديلات في:
- بالنسبة لصيام الأربعة وعشرين ساعة بدلته سالي فؤاد بصيام عشرين ساعة، مع تناول كافة الوجبات خلال أربعة ساعات فقط.
- أكدت على ضرورة شرب ماء وفير خلال هذه الساعات الطويلة من الصيام.
- أضافت إمكانية تناول تمرة واحدة خلال فترة الصيام، حتى لا يصاب الإنسان بالدوار.
- أكدت أن هذا النظام من الممكن أن ينقص الوزن ثلاثة كيلو جرام في مدة لا تزيد عن ثلاثة أيام.
النصائح الهامة عند تطبيق الصيام المتقطع
يعتمد الصيام المتقطع في المقام الأول على تنظيم وقت وعدد السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان خلال وقت محدد، لكن رغم أن البعض يتبع هذه الإرشادات ويقوم بتطبيقها كما ينبغي، إلا أنه يفشل في الحصول على فوائد هذا النظام، ولا يفقد أي كيلو من الوزن، فما هي النصائح التي يجب اتباعها حتى ينجح هذا النظام الغذائي الحديث؟ سوف نتعرف عليه في السطور التالية
إرشادات لنجاح الصيام المتقطع
- تطبيق جدول الوجبات الموصى بها من خبراء التغذية، والذي يضم مشروبات معينة وأنواع من الطعام يستحب تناولها.
- عدم إضافة السكر للتحلية، على الرغم من أن هناك تحفظ من عدم إدخال السكر إلى الجسم كل هذه المدة، لذلك نصح خبراء التغذية من يقوم بتطبيق هذا النظام بإدخال السكر من خلال الفاكهة الطبيعية والتمر.
- القيام بتناول الطعام بشكل معتدل بعد انتهاء فترة الصيام.
- من الممكن تناول مكملات غذائية حتى لا يصاب الجسم بالضعف نتيجة فترات الصيام الطويلة.
- وضع الأطعمة ذات الألياف العالية، لأنها تعمل على سد الشهية وكذلك ضبط المستويات الطبيعية للسكر في الدم.
- عدم تناول القهوة خلال تطبيق هذا النظام، واستبدالها بالشاي الأخضر، لأنه يعمل على رفع مستويات الحرق داخل الجسم، وقد أكدت الدراسات العلمية أن القهوة تتسبب في زيادة شعور الإنسان بالجوع، لذا من المستحسن عدم تناولها أثناء فترة الصيام.
- عدم شرب ماء بعد تناول الوجبات، والحرص على تناول الكميات الكبيرة منه قبل البدء في تناول الطعام.
- هناك بعض الأشخاص الذين يحفزون المخ قبل إنتهاء فترة الصيام، بأنهم سوف يلتهمون كميات كبيرة بعد هذه الفترة من الجوع، وهذا يتسبب في زيادة إفراز هرمون تخزين الدهون في الجسم، فقد جاءت دراسة علمية حديثة لتؤكد أن؛ الشخص الذي يتعرض إلى فترة جوع طويلة ويبدأ في البحث عن الطعام، يحرص على وجود نوعيات عالية الدهون، لأن جسده يفرز هرمون يجعل الجسم في حاجة إلى دهون وسكريات لتخزينها، لأن الدماغ يعلم أنه سوف يتعرض إلى فترة صوم جديدة.
- الحرص على عدم ممارسة أي نوع رياضة عنيف أثناء فترة الصيام، لأن هذا سوف يؤدي إلى إصابة الجسم بمشاكل صحية إذا ظهرت يجب التوقف فورًا عن هذا النظام، ومن ثَم حدوث نتائج عكسية.
كم ينزل الوزن في نظام الصيام المتقطع
أكد الخبراء أن المدة التي يجب اتباع حمية الصيام المتقطع بها، يجب أن لا تتعدى العشرين يوم، وأن لا تقل عن ذلك، أما بالنسبة لمعدل الوزن الذي سوف يتم فقدانه بعد اتباع هذا النظام، فالأمر نسبي ويختلف من فرد إلى الآخر.
هذا إذا تم تجنب كافة الأخطاء التي يقع بها من يقوم بتطبيقه، لكن بشكلٍ عام أكد الخبراء أن من الممكن لمن اتبع هذا النظام أن يفقد اثنين كيلو جرام أسبوعيًا، إذا تم تطبيقه بالطرق الصحيحة.
أضرار نظام الصيام المتقطع
لابد في البداية من التأكيد على أن هذا النظام لا يناسب جميع الأطراف، ولابد من اعتباره أداة قد تنجح أو تفشل في إنقاص الوزن، والفئات التي يجب استبعادها تمامًا من هذا النظام هم الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو يخضعون للعلاج من بعض الأمراض الطارئة.
وكذلك الأفراد الذين خضعوا لعمليات جراحية من فترة قريبة، وكل الأفراد الذين يمرون بفترات نقاهة من المرض، وكذلك الحامل والمرضع، ومن يعاني من أي نقص في العناصر الغذائية والفيتامينات، والأضرار كما يلي:
- الشعور بالجوع وما يتسبب فيه من أثر سلبي وإحباط على نفسية الإنسان.
- هناك آثار سلبية سوف تظهر على الأشخاص الذين لديهم اضطرابات بالجهاز الهضمي، وتتمثل في الإسهال أو الإمساك.
- كل امرأة تحاول حل مشكلة الإنجاب لديها وتحسين الخصوبة، لا يمكن تطبيق هذا النظام لديها.
- في حالة انقطاع الطمث لا ينصح للنساء باتباع هذا النظام، لأنهم بالفعل يكونوا قد فقدوا العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة.
- بما أن هذا النظام لا يتم اتباعه فقط من أجل إنقاص الوزن، وإنما من أجل صحة الجسم بصفة عامة، فأي شخص يعاني من النحافة لا ينصح له باتباع هذا النظام.
- في حالة تناول أدوية معينة، يجب استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في تطبيق هذا النظام.
- يستبعد تمامًا من هذا النظام مرضى الكلى – الكبد – القلب – السرطان، وأي شخص سوف يجري عملية جراحية.
- لا يتم تطبيق هذا النظام أيضًا على الأطفال، لأنهم في مرحلة النمو ويحتاجون إلى كل العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة المختلفة، ولا يجب خضوعهم للجوع لفترات طويلة.
معلومات إضافية
إنّ تطبيق هذا النظام يتمحور حول فكرة امتناع الإنسان عن الطعام لمدة تبدأ من الستة عشر ساعة وتنتهي بأربعة وعشرين ساعة، ولابد من معرفة أن هذا النظام أفضل فترة لتطبيقه هي مرتين أسبوعيًا، وبما أنه يقوم على فكرة قطع تناول الطعام لمدة ستة عشر ساعة، فمن المستحب القيام به يومي الإثنين والخميس بنيّة الصيام، وليس صيامًا متصلًا لعدة أيام.
قدمنا لكم فوائد نظام الصيام المتقطع المتعددة، وما يقدمه للإنسان من أثر إيجابي.. نتمنى منكم الاشتراك في القائمة البريدية حتى يصلكم كل جديد، ونرجو مشاركة الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة حتى يصل هذا الموضوع المفيد إلى كل من يسعى إلى الحصول على فوائد صحية وكذلك فقدان الوزن